-
الأساس والتنوير في أصول التفسير 1/2
كتاب الأساس والتنوير في أصول التفسير 1/2
هذا الكتاب كتابٌ متينٌ عُنِيَ بتقديم مباحث علم أصول التفسير وقواعده على نحوٍ من العُمْقِ والثَّراء المعرفيِّ، بما لا تجده متوفرًا في المؤلَّفات الموضوعة في هذا الفنِّ، حتى ليصحَّ اعتبارُه المرجعَ الأوَّل لمن يَرْوم الوقوفَ على مسائل هذا العلم مُحرَّرةً مبسوطةً. وقد ظهر الكتاب بعد تجربةٍ علميةٍ تعليميةٍ عميقةٍ للمؤلِّفِ في جامعاتٍ متعدِّدةٍ، وضمَّنه المؤلِّف وَفَّقَهُ الله كتابَيْنِ سابِقَيْنِ في المضمار نَفْسِهِ هما كتابا: التنوير في أصول التفسير، والأساس في أصول التفسير.
-
المدخل إلى علم السنن الربانية
كتاب المدخل إلى علم السنن الربانية
هذه الدُّرُوسُ في سُنَنِ القُرآنِ تَنْشُرُ النَّورَ في الآفاقِ، ونَبْعُهَا لِمَن لَمَسَهُ زُلالٌ صافٍ دَفَّاقٌ، إنَّها تَسعى بجدٍّ لبعثِ التَّأمُّلِ المُستنيرِ في كلامِ الله العليِّ القَديرِ، فما أَعْذبَ المَوْردَ وأصفاه! وما أحلاه وأنقاه!
في هذا الضِّياءِ الماثلِ بين يديك، المُشرقِ أمام عينيك كنزٌ معرفيٌّ خالدٌ يقدِّمه لك النَّصُّ القُرآنيُّ لتتعرَّفَ عَلَى السُّنَنِ التي تقومُ عليها الحضاراتُ.
ستتعرفُ أوَّلًا عن قُربٍ على نُصُوصِ القرآنِ المُشرقةِ فيُشرِقُ في حَنَاياك ضياؤها، ثم تتعرَّفُ عَلَى أنواع السُّنَن التي تَحْكُمُ حركةَ الحياةِ فَتَجِدُ السُّنَن الكَونيَّةَ، والشَّرعيَّةَ، والاجتماع والعمران والاستخلاف، وسُنَنَ التَّغيرِ الثَّابتة.
في ثنايا هذه السُّطُورِ ستجدُ أهمِّيَّة عِلم السُّنَن، حيث يؤدِّي إلى إعادةِ اكتشافِ ثروةٍ معرفيَّةٍ هائلةٍ، وينظر في الوسائلِ اللَّازمةِ لتحقيقِ الأمنِ القوميِّ ومبادئ الإعمارِ الأرضيِّ، وكيف يمكن أن تَسْتَثْمِرَ أمَّتُنا السُّنَنَ لتملكَ مفتاحَ المجدِ القادمِ.
فَصَّلْتُ لك أيضًا في معرفةِ العلومِ المتعلِّقةِ بِرَصدِ السُّنَنِ والاستثمارِ المعرفيِّ، ووسائلِ معرفةِ السُّنَنِ الإلهيَّةِ وخَصائصِها، والأُسُسِ القيميةِ الكُبرَى لجريان السُّنَنِ الاجتماعيَّةِ والكونيَّةِ؛ لتخرج مِنْ هذه الدَّراسةِ بنظرةٍ ثاقبةٍ حول معرفةِ السُّنَنِ القرآنيَّةِ، وبديعِ نَظْمِها، وجمالِ سَبْكِها، وحُسْنِ تَقْعِيدِها، فتراها وقد الْتَقَتْ في قوانينَ عمليَّةٍ تَطبيقيَّةٍ. -
الوجيز في تفسير سورة البقرة
كتاب الوجيز في تفسير سورة البقرة
تشرق الزَّهراء الأولى بأنوارها فتبعث الحياةَ في القلوب، وترسم معالم السَّير الجميلة للدُّروب، إنها سورة تؤسِّس للحضارة الإسلاميَّة الجديدة في العالم مجدًا قويًّا وعزًّا فتيًّا انطلاقًا من عاصمة النور الجديدة “المدينة”.نزلت هذه السُّورة فقدَّمت النُّموذج الأجمل للعمران البشري المنطلق من الوحي ليؤسس منهج الرُّشد النَّاجح للاستخلاف في الأرض، وأفاد من تجربة الاستخلاف الإسرائيليَّة المليئة بالكفر والاعتداء وشيء من نجاح محدود لفئة قليلة منهم اتبعت الوحي في زمن قصير، فانظر إلى دستورها الذي رَسَخَت أركانه على التَّقوى، وانظر إلى محكماتها التي بُنِيت على {سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَا}.تضع سورة البقرة أسس التَّفاصيل الأولى للمبادئ الجامعة للإسلام في سورة الفاتحة، وتمثِّل المقدِّمة الكبرى للتَّفاصيل الدَّقيقة التي نراها في بقية سُوَر القرآن الكريم.سورة البقرة أوضحت كيف تكون أمَّة الرَّحمة للعالمين في المجالات الفرديَّة والجماعيَّة، فلا يبنون مجتمعهم وَفْقَ عقليَّة أصحاب البقرة الإسرائيليَّة، التي تقوم على الاستهزاء، وعدم أخذ الكتاب بقوَّة، والتَّستُّر على الجرائم، ونكث العهود، والفشل في إدارة الحياة.هذا الوجيز يريك التفسير الكلي للسورة في إضاءاتٍ سريعة، ولوامع بديعة لترى بينة عظيمة تملأ قلبك باليقين، وتقول: هذه السورة دليل على البينة القرآنية العظيمة، والوجيز يحثُّك على المضيِّ قُدُمًا إلى الوسيط والمُفَصَّل. اللهم اجعل أثره في العالمين إلى يوم الدين.
-
تذوق طعم الحياة مع الأذكار
كتاب تذوق طعم الحياة مع الأذكار / أذكار طرفي النهار، من مجموعة إصدارات مركز بصائر المعرفة القرآنية
أيُّهَا الْمُتَرَقِّي في مدارج الكمال، ومسالك العبادة لذي الإكرام والجلال : هَلُمَّ بِنَا نَتَذَوَّقُ طعم هذه الحياة من خلال هذه الأذكار .. التي يُردِّدُها المخبتون المنيبون طَرفي النهار : بعد صلاةِ الفجرِ وقبيل صلاةِ المغرب.. يَشْدو بها العبد ليشعر بنَفْسِهِ وأنفاسه، وحياته ولحظاته في عالم من الراحة والاطمئنان والسكينة وبهجة الحياة، والحماية من الهموم والذنوب والمخاطر القادمة (الَّذِينَ ءَامَنُوا وَتَطْمَئنُ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: ۲۸].
-
عاقبة المنذرين
كتاب عاقبة المنذرين / من السنن الإلهية التطبيقية في تداول الأيام
لفظٌ قرآنيٌّ يَطْرُقُ سمعَك فتشعرُ حِيالَه بالرَّهبةِ، وتَقِفُ مَلِيًّا، وتسألُ نفسَك: كيف كانت العاقبة؟
إنَّ ما جرى مِنْ سُنَنٍ إلهيَّةٍ وحوادثَ كونيَّةٍ منذُ بدءِ الخليقةِ، تدعونا أن نَسْتَبصِرَ بهدي التَّنزيلِ الحكيمِ، وأن نرى المستقبلَ بعَينِ الماضي، فما سبق من أحداثٍ ليست وقائعَ تُرْوَى لِتُطْوَى، بل تُرْوَى لنَستبصِرَ بها، فهي إذن بصائرُ لنا لو كنَّا نعقل.
إنَّ مطارقَ السُّنَنِ الكونيَّةِ نذيرٌ للأمَّة مِنَ الاجتثاث الحضاريِّ، وما أحوج أمَّتنا اليوم أنْ تُوقِدَ شمعةً في غياهبِ ظلامِ استضعافِها، وتَستيقِظَ من عميقِ سُبَاتِها، وتَحْذَرَ مِنَ الماكرين بها المتآمرين عليها، فَتَدْرُسَ سُنَنَ النَّصرِ وتَعِيَها، وتتأمَّلَ في قوانين السَّبَبيَّةِ وتُحْيِيَها.
“عاقبةُ المُنْذَرين” صوتٌ يُدَوِّي في الدُّنيا، ينادي كُلَّ قياداتِ الدُّنيا أنِ استيقظوا قبلَ فواتِ الأوان، ينادي الجماعاتِ والأفرادَ: “استجيبوا لربِّكم”.
في هذا الكتابِ الذي بين يديك السُّنَنُ الإلهيَّةُ في تَداوُل الأيَّام، وسَنَنُ الخروجِ مِنْ حالةِ الاستضعافِ، وأهمُّ سُنَنِ حمايةِ الأممِ والدُّولِ من خلال الاسترشادِ ببصائرِ القرآنِ المجيدِ. -
مفصل تفسير سورة الأعراف 2
كتاب مفصل تفسير سورة الاعراف الجزء الثاني، من إصدارات مركز بصائر المعرفة القرآنية للدكتور عبد السلام مقبل المجيدي
يُشرِقُ نورُ بَصَائرِ المَعرفةِ القُرآنيَّةِ حامِلًا مع نُورِهِ جَمالًا بَهِيًّا وكَرَمًا حَفِيًّا، فِي بَشائرِهِ تَجِدُ جَمالَ السَّبكِ وحُسنَ الحَبكِ، وفي كُلِّ مِحْوَرٍ مع سَابِقِهِ ولَاحِقِهِ تَلْمِسُ جُسُورَ الاتِّصالِ السَّامِقَةِ، ورَوَابِطَ البَيانِ الشَّاهِقَةِ.
لا حديثَ مُطلقًا في هذه الدُّنيا كحديثِ القرآنِ، لَكِنْ أين من يُلقي رُوحَهُ بينَ سُطُورِهِ مُتَلَمِّسًا لرُوحِهِ الشِّفاءَ، ولفُؤَادِهِ السَّناءَ، ولعَقلِهِ النَّماءَ؟
هُنا رفيقَ بَصَائرِ النُّورِ ستَجِدُ المُتعَةَ الرُّوحِيَّةَ وأنتَ تَتأمَّلُ في هذا السِّفْرِ بِدايَةَ تارِيخِ الإنسانِيَّةِ بالتَّكرِيمِ والتَّمكِينِ الإلهيِّ، وحياةَ آدمَ وحَوَّاءَ عليهما السَّلام قَبلَ النُّزُولِ إلى هذه الأَرضِ، ثُمَّ تِلكَ النِّداءاتِ الشَّفَّافَةَ التي تَنْفُذُ إلى القُلُوبِ، وتَأخُذُ بِمَجامِعِ الأَرواحِ لبني آدمَ، وفي تِلكَ النِّداءاتِ الخَيرُ كُلُّ الخَيرِ، حتَّى يَحذَرُوا مِنْ أَنْ يَكُونوا وَقُودًا لمَعرَكَةِ إِبلِيسَ.
في هذا السِّفْرِ سَتَنظُرُ المُستَقبَلَ الآخرَ لبني آدمَ، حيثُ يَجتَمِعُونَ في ذلكَ اليومِ حتَّى ينظروا نتيجةَ أعمالِهِم، وكَشْفَ جُهُودِهِم، فَيَرتَدَّ بَصَرُكَ مُحَمَّلًا بِبَصائرَ زَاكِيةٍ، وثِمارٍ دانيةٍ تَقُودُك إلى الله U في مَسِيرةِ حَياتِكَ. -
مفصل تفسير سورة الأعراف 3
كتاب مفصل تفسير سورة الأعراف الجزء الثالث، من إصدارات مركز بصائر المعرفة القرآنية للدكتور عبد السلام مقبل المجيدي
هاكَ مَنْظَرًا بَدِيعًا ومَهْيَعًا فَسِيحًا تُوقِفُكَ عَلَيهِ بَصَائرُ المَعرِفَةِ القُرآنِيَّةِ في تَسْوِيرِها للسُّوَرِ القُرآنِيَّةِ في مِحْوَرٍ مُهِمِّ مِن مَحاورِ سورة الأعراف، وهو مِحْوَرُ: “المَعَالِمِ العَامَّةِ الَّتي تُعَرِّفُ بالله عز وجل، وتَقْتَضِي ضَرورةَ اتِّباع المُنْزَلِ مِن رَبِّ العَالِمينَ” .
في هذه البَصائِرِ الَّتي بَينَ يَدَيكَ سَتَجِدُ ما يَمْلَأُ قَلْبَكَ رِضًا ونَفْسَكَ إِشراقًا وأنتَ تَقرأُ صِفاتِ مَلِكِ المُلُوكِ، جَبَّارِ السَّماواتِ والأرضِ، خالِقِ هذه الحَياةِ، ومَنْ إليه المَصِيرُ بَعْدَ المَوتِ، مالِكِ المُلْكِ عزوجل، فالبَشَرُ في ضَرُورةٍ ماسَّةٍ أن يَعْلموا عَنِ اللهِ عز وجل، بل ذاك أعظمُ الضَّرُورِيَّاتِ، فإذا تَعَرَّفوا عَلَيه مِنْ خِلال أَسمائِهِ وصِفاتِهِ عَبَدُوهُ، وتَقَرَّبُوا إليه، وخَضَعُوا بَينَ يَدَيهِ.
سوف ترى أَيُّها القارئُ العزيزُ الذَّهَبَ الإِبْرِيزَ في جُسُورِ الاتِّصالِ ومَوَاقِعِ الجَلالِ والجَمَالِ، وسَتَنظُرُ بِمِنْظارٍ قُرآنِيٍّ مُدهِشٍ قِصَّةَ بِدايةِ الخَلْقِ، ثُمَّ تَدخُلُ إلى عَالَمِ الدُّعاءِ فَتَشْعُرُ بِالرَّهبَةِ والرَّغبَةِ وأنتَ تقرأُ بَينَ السُّطُورِ مَعَالِمَ الدُّعاءِ وآدَابَهُ، فَتَحْيا نَفْسُكَ بهذا الخِطَابِ، كَمَا تَحْيا الأرضُ بِوَابِلِ السَّحَابِ.
— -
مفصل تفسير سورة الاعراف 1
كتاب مفصل تفسير سورة الاعراف الجزء الأول، من إصدارات مركز بصائر المعرفة القرآنية للدكتور عبد السلام مقبل المجيدي
هذا الكتاب هو الجزء الأول من أجزاء ستة لسورة الأعراف سترى النور قريبا بإذن الله تعالى لتقديم تفسير تجديدي يُظهر الحكمة العظيمة في “تسوير السور القرآنية “، حيث نرى محاور كل سورة في صورة خطية متتابعة ودائرية مترابطة؛ تقنعك بتماسكها، وتتابع أفكارها، وإحكام بنائها. وهو لبنة في مشروع البصائر القرآنية الذي يهدف إلى تقريب البصائر القرآنية ليتذوق العالم وخاصة الفئات الشبابية البيئة القرآنية، التي تمثل الحصن الثقافي من الأخطار الفكرية والسلوكية مثل: الإلحاد، والفسق، والإجرام، والغلو، وتقديم الإعجاز الواقعي للبصائر القرآنية المجيدة لتوجه الحياة، وتبني المجتمع البشري بهداياتها، وذلك باستنباط الرؤية القرآنية التي تحدد للبشرية أفراداً وأمة، وشعوباً وحكومات الأوليّات الحياتيّة .. إنها الأوليّات التي نبصر بها كيفية التعامل مع الوجود، قال تعالى : (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا﴾ [الأَنْعَامِ : ١٠٤].
-
مفصل تفسير سورة البقرة 1
كتاب مفصل تفسير سورة البقرة الجزء الأول، من إصدارات مركز بصائر المعرفة القرآنية للدكتور عبد السلام مقبل المجيدي
هوَ أَوَّلُ أجزاءِ مُفَصَّلِ تفسيرِ سُورةِ البقرة وبَصَائِرِها، وسُورةُ البقرة تُمَثِّلُ حاضِرَ المُسْلِمِ ومُستقبَلَهُ في الدُّنيا والآخرة، فهي التي أشرق بها القرآنُ على العَالَمِ في بدايةِ تأسيس النُّورِ الإسلامِيِّ في المَدِينَةِ النَّبَوِيَّةِ، وهي التي ننتظرُ شَرَفَها وظِلَّها في الدَّنيا ويوم يبعثون. ويشتمل على كوكبين دُرِّيَّيْنِ:الكَوكَبُ الدُّرِّيُّ الأَوَّلُ: المُقَدِّماتُ التعريفيَّةُ المُحَرَّرَةُ لهذه السُّورة المباركة المُنَوَّرةِ، وهي المُقَدِّماتُ التي تَهْدِي إلى تحديد الموضوع الكُلِّيِّ للسُّورة.الكَوكَبُ الدُّرِّيُّ الثَانِي: بصائر تفسيرِ مُقَدِّمَة هذه السورة (الزهراء الأولى) التي امْتَدَّتْ في الآيات [120]، وقُمْتُ بتقسيمِها إلى مُقَدِّمَتَينِ تُمَثِّلانِ البِدَايةَ الضَّخمَةَ لهذه السُّورةِ العظيمةِ. وقد اقْتَصَرْتُ خلال تدَبَّرُ كلماتِ الكِتاب على عَشْرَةِ مَقَايِيس يمكن أن تُوْصِلَنا إلى الموضوع الكُلِّيِّ للسُّورةِ القُرْآنيَّةِ، وعلى هُدَى تلك المقاييسِ، خَلَصْتُ بفضلٍ مِنَ الله المُسْتَعان، وبما أفاضَ به من لَطائفِ الإحسانِ إلى أنَّ الموضوعَ الكُلِّيَّ الذي تدور حَوْلَهُ هذه السُّورةُ المباركةُ هو: “إِشْرَاقُ الحَضَارةِ الإِسْلامِيَّةِ على العَالَمِ، والإِفَادةُ مِنْ تَجْرِبَةِ الاسْتِخْلَافِ الإسْرَائِيلِيَّةِ”. ويمكن أن نلخص الهدف الكلي من وراء هذا المشروع الضخم الذي نسأل الله تعالى العون والتوفيق في استكماله هو في تقديمُ تفسيرٍ تجديديٍّ يظهر الحكمة العظيمة في “تسوير السور القرآنية”، حيث نرى محاور كلِّ سورة في صورة خطية متتابعة، ودائرية مترابطة؛ تقنعك بتماسكها، وتتابع أفكارها، وإحكام بنائها، وتوفيرُ الأجوبةِ التفصيلية العملية التي يدمغ الحقُّ فيها الباطلَ، ويجيب عن الشبه التي ينشرها الطاعنون والشانئون للقرآن المجيد من المستشرقين والمستغربين. والله الموفق لكل خير وهويهدي السبيل.المؤلف.
-
مفصل تفسير سورة البقرة 2
كتاب مفصل تفسير سورة البقرة الجزء الثاني، من إصدارات مركز بصائر المعرفة القرآنية للدكتور عبد السلام مقبل المجيدي
بَينَ يَدَيِ المِحْوَرِ الأوَّلِ مِنْ سُورَةِ البَقَرةِ سَتَجِدُ أخي القارئُ تِلكَ الأدِلَّةَ النَّاصِعَةَ، والآياتِ الجامِعَةَ، والبَصَائِرَ النَّافِعَةَ، وَسَتَرى وُجُوهًا بَدِيعَةً مِنَ الإِعْجَازِ القُرآنِيِّ، وتُدْرِكُ أنَّهُ رُوحٌ يَسْرِي في جَسَدِ كُلِّ مؤمنٍ مُصاحِبٍ لَهُ، يُمِدُّهُ بالطَّاقَةِ والنُّورِ والحَيَاةِ.
وسَتَرى بَصَائِرَ القُرآنِ وهِيَ تَفتَحُ لك قَنَوَاتِ التَّوَاصُلِ والحِوَارِ مع كُلِّ مُتَطَرِّفٍ ومُعانِدٍ، وكَافِرٍ وجَاحِدٍ، وسَتَرى اختيارَ أعظمِ الكَلِماتِ الَّتي سَمِعَها ولا بدَّ أن يَسْمَعَهَا الإنسانُ في حَيَاتِهِ حتَّى يكونَ نِظَامُ سَيْرِهِ مُعْتَدِلًا سَوِيًّا، كَمَا يُرِيدُهُ خالِقُهُ.
كَثيرةٌ هِي الأدِلَّةُ والبَراهِينُ العَقلِيَّةُ والمُخَاطَباتُ والإِقناعاتُ على استحقاقِ اللهِ وَحْدَهُ لِلعِبَادَةِ، والأدِلَّةُ في هذا المِحْوَرِ ظاهرةٌ لكَ وأنتَ تُقَلِّبُها سَتُطرِقُ بِرَأسِكَ، وتُسَبِّحُ بِحمدِ رَبِّكَ مَلِكِ المُلُوكِ، وتَحْمَدُهُ أنِ اختارَكَ مُسلِمًا مُوَحِّدًا، وتَشْتعِلُ فِيكَ جَذْوَةُ التَّوحِيدِ لِتَدُلَّ الخَلْقَ عَلَيهِ.
هُنا في هذا المِحْوَرِ نَسعَى جَاهِدِين بعونِ مولانا الكَرِيمِ أن نَصُوغَ لكَ التَّأمُّلاتِ الَّتي عِشناها مع هذا الجُزءِ من هذه السُّورَةِ المُبَارَكَةِ، والعَينُ مَفْتُوحَةٌ عَلَى تَسْوِيرِ السُّورَةِ، حتَّى تَتَّضِحَ لكَ الصُّورَةُ كَامِلَةً عَن هذا المَشرُوعِ البَصائِرِيِّ المُزهِرِ، فإلى رِحابِ هذا النُّورِ، عَسَى أن تَجِدَ بُغْيَتَكَ مِنَ الخَيرِ والسُّرُورِ. -
مفصل تفسير سورة البقرة 3
كتاب مفصل تفسير سورة البقرة الجزء الثالث، من إصدارات مركز بصائر المعرفة القرآنية للدكتور عبد السلام مقبل المجيدي
كَمْ أنا سَعِيدٌ بِكَ مِن وَراء الحُجُبِ وأنتَ تَتَصَفَّحُ هذه البَصائِرَ المُشرِقَةَ، مُلتَمِسًا فيها أَنوَارَ التَّأمُّلِ البَصائِريِّ، وتَتَطَلَّعُ للتَّزَوُّدِ مِن ثِمَارِها اليَانِعَةِ الَّتي سَكَبْتُ بَينَ سُطُورِها رُوحِي.
البَصَائِرُ القُرآنِيَّةُ _ يا رَفِيقَ البَصَائِرِ _ نُورٌ يَتَألَّقُ ونَبْعٌ يَتَدَفَّقُ؛ فَالقُرآنُ مَصدَرُ طاقَةِ المُؤمِنِ وَقُوَّتِهِ، ومِنهُ مَدَدُهُ، وفي كُلِّ سُورَةٍ نَرفَعُ شِعارَ التَّسوِيرِ حتَّى تَخْرُجَ مِنها وقَدِ اتَّضَحَ لكَ مَقصِدُها الأَتَمُّ، وعَمُودُهَا الأَعْظَمُ، فَيَتَّصِلُ لَدَيكَ البَيانُ القُرآنِيُّ العَظِيمُ مِن بِدَايَتِهِ إلى نِهايَتِهِ، ومِن مُفْتَتَحِهِ إلى مُخْتَتَمِهِ.
هُنا بَينَ هذه الصَّفَحاتِ الَّتي أنتَ تُقَلِّبُهَا القِصَّةُ الحَقِيقِيَّةُ لِبِدَايَةِ التَّاريخِ البَشَرِيِّ، والتَّكرِيمِ الرَّبَّانِيِّ لِلبَشَرِيَّةِ بالاستِخْلَافِ في هذه الأرضِ.
سَيَشُدُّكَ العَجَبُ وأنتَ تَقْرَأُ في صِفاتِ إبليسَ، وكيفَ تَمَرَّدَ عَلَى مَلِكِ المُلُوكِ، وخَرَجَ عَن خَطِّ السَّيرِ، فحَقَّتْ عَلَيه اللَّعنَةُ، وكيفَ هَبَطَ آدمُ u إلى الأرضِ بِسَبَبِ أوَّلِ زَلَّةٍ، فَكَانَت تلك المُخَالَفَةُ دَرْسًا لا يَنْسَاهُ أبدًا، مِمَّا جَعَلَهُ يَأخذُ عُدَّتَهُ، ويَسْتَعِدُّ استِعْدَادًا كَامِلًا لِخَوضِ المَعرَكَةِ مَعَهُ.
أَرْجُو أن تَقْرَأَ هذه البَصَائِرَ بِرُوحِ المُحِبِّ، وَفَّقَنِي اللهُ وإِيَّاكَ لِمَرضاتِهِ، وَأَسعَدَنِي وإِيَّاكَ سَعادَةَ الأَبَدِ. -
مفصل تفسير سورة الناس
كتاب مفصل تفسير سورة الناس، من إصدارات مركز بصائر المعرفة القرآنية للدكتور عبد السلام مقبل المجيدي
تَزْخَرُ بَصائرُ المَعرفةِ القُرآنيَّةِ برَوضٍ أخضرَ يَسُرُّ بِبَهجَتِهِ النَّاظِرِين، ويُحْيِي بِزَهرَتِهِ المُتأمِّلين، ويَسْقِي وِردُه العَطَاشَى المُغتَرِفين، وكَمْ في القرآنِ مِن عَجَبٍ لِمَن أَرْهَفَ السَّمعَ وأَحْضَرَ القَلبَ.
وفي هذا السِّفْر الذي تُطالِعُهُ الآن بين يديك ما يبعثُ فيك الأشواقَ للازديادِ مِن أنوارِ القرآنِ المُشْرِقَةِ، ويُلْهِبُكَ حماسةً وتَطَلُّعًا لأَفْيَائِهِ المُوْرِقَةِ.
تُبْرِزُ لك البَصائرُ القُرآنيَّةُ لسُوْرَة الَّناس تلك الحِمايةَ الرَّبَّانيَّةَ الَّتي يَهَبُها اللهُ عزَّ وجلَّ كلَّ مُتَعَوِّذٍ به مُلْتَجِئٍ إليه مُعتَصِمٍ به، فَتَرى هذا المُتَعَوِّذَ وقد لَبِسَ خُوذَةً واقيةً، ودِرعًا حافِظًا من كُلِّ خطرٍ يُحدِقُ به.
إنَّها سُورَةُ النَّاسِ الَّتي هي مع أُخْتَيْها سُورَةِ الفَلق وسورةِ الفاتِحةِ أعظمُ ما حَوَى هذا القُرآنُ مِن بَدِيعِ المَعانِي ولَطِيفِ المَبَانِي.
في بصائرِ سُورَة النَّاسِ ستَعُبُّ مِن مَعِينِها الرَّقْرَاقِ ما يَدُلُّكَ على جَلْبِ الأرزاقِ، وسَتَقرَأُ ما ورد عنها من أخبارٍ أنَّها طاردةٌ للدَّاءِ والأَسْحَارِ، وسَتَرى في بَصائرِها ذاك النُّورَ الَّذي يُرِيك عَظَمَتَها وجَلَالَها وقَدْرَها، فهي في أعظمِ مَنازلِ القرآنِ ودَرَجاتِهِ.
بَقِيَ أن نقولَ: إنَّ هذا الكتابَ هو آخرُ لَبِنةٍ في مَشْرُوعِ البَصائرِ القرآنيَّةِ، لكنْ قَدَّمْنَاها؛ لبيان قَدْرِها، ولارتباطِها مع سُورَةِ الفلقِ بسُورةِ الفاتحةِ، وسَنَسِيرُ قُدُمًا بِإذنِ مَولانا العزيزِ في تَسْوِيرِ سُوَرِهِ المُباركةِ والإحاطةِ بِمَعانِيها؛ من أَجْلِ تقديمِ تفسيرٍ تجديديٍّ، يُظهِرُ الحِكمةَ العظيمةَ في “تَسْوِيرِ السُّوَرِ القرآنيَّة”، حيث نرى مَحَاورَ كلِّ سُورَةٍ في صُورَةٍ خطِّيَّةٍ مُتتابعةٍ نُشاهِدُ من خلالها إحكامَ هذا البِناءِ العظيمِ، وجَمالَ مَظْهرِهِ الكريمِ .