الوصف
كتاب الوقف وأثره على الاقتصاد والمجتمع
إنَّ نظام الوَقْف يمكن وَصْفه بالنظام الاقتصاديّ والاجتماعيّ العابر للمجالات والقطاعات، فهو لا يترك قطاعًا إلَّا ويعمل على تنميته، ولعلّ هذه الخاصّيَّة هي السَّبب الرَّئيس لكون الوَقْف كنظام اقتصاديّ واجتماعيّ يُعدّ ضاربًا في القِدَم، فتاريخيًّا أينما وُجِدَت الرَّغبة الإنسانيَّة بالتَّطوُّر نجد حضورًا للوقف، وإن كان بأشكال مختلفة ومتباينة، فالوَقْف كان وما يزال رفيقًا للإنسان في سَعْيه الحضاريّ.
لذلك كان من الطَّبيعيّ أن نجد علاقة طرديَّة بين التَّطوُّر الحضاريّ وازدهار نظام الوَقْف ومُؤسَّسَاته، فالحضارة العربيَّة الإسلاميَّة في ذُرْوة مَجْدها كانت تمتلك مُؤسَّسَات وَقْفيَّة متطوِّرة بمعيار ذلك العصر، وحاليًّا وفي العالم الغربي المتقدِّم حضاريًّا نجد أنَّه يمتلك مُؤسَّسَات وَقْفيَّة بالغة التطوُّر، فالتطوُّر رفيق لازم للنَّهضة الإنسانيَّة، وأينما وُجِدَ أحد هذين القرينين وُجِدَ القرين الآخر.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.