الوصف
كتاب خطورة التفسير العقدي للتاريخ الاسلامي، وهو الجزء الثامن من سلسلة تصحيح المفاهيم
إن انحراف المفاهيم خطر على استقامة الفكر، وإن تصلبها يؤدي بالضرورة إلى تصلب الفكر وجموده، وليس ثمة شيء أخطر على فكر الأمة من تحول المفاهيم على قوالب جامدة، لا تنتظر إلا أن يوضع فيها التاريخ، فيُنظَر إليه من خلالها، لأجل ذلك فإن تصويب المفاهيم يبقى إحدى أهم المشاريع الإصلاحية، وأكثرها فاعيلة في ترشيد الفكر الإسلامي وتحقيق الشهود الحضاري، فالمدخل الفكري وإن كانت نتائجه تستلزم زمنا طويلا، فإنها تكون أكثر رسوخا وأبعد أثرا على البعيد.
وفي هذا الإطار يأتي هذا البحث لينطلق من مسلّمة أساسيّة مفادها أنّ الدين ليس تجربة تاريخية نموذجية، وجب تقليدها وإعادة تكرارها بتفاصيلها في كل لحظة وحين، وإنما هو قيم ومبادئ يتم استلهامها وتمثّلها وفق ظروف ومقتضيات التطور الحضاري للأمة.
ذلك أنّ الدين لا يمكن أن يحصر في تجربة معينة، لأنّه مطلق مستوعب للتجربة الإنسانية في اطلاقيتها الممتدة عبر الزمان والمكان، فما دامت المجتمعات مختلفة متعددة، فإن لكل مجتمع نموذجه في تمثل الدين وفهمه وتطبيقه، هذا النموذج الذي يصنعه المجتمع من ذاته بناء على معطيات الواقع وضرورات التجربة التاريخية وآفاقها يشكل كسبا تاريخيا خاصا به مصداقا لقوله تعالى (تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة البقرة الآية 134.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.