^{الدلالات اللفظية التربوية في السور المدنية وأهميتها في التربية الحديثة}الدلالات اللفظية التربوية في السور المدنية وأهميتها في التربية الحديثة_{الدلالات اللفظية التربوية في السور المدنية وأهميتها في التربية الحديثة}

» فاللّغة شعورٌ وتعبيرٌ قبل كونها أمرًا وتقريرًا، وهذا ما يفسّر تفاوتنا في الفهم لبعض الألفاظ والتّعبيرات، حسب كلّ مكانٍ ومقالٍ، وحسب اختلاف الأحوال، ومقاصد الأقوال. فللّفظ أثرٌ كبيرٌ على السّامع، واللّفظ ليس تلك الأحرف التّي تخرج مِن اللّسان لتُسمع، بل هو ذلك التّأثير العميق الذي يتركه في نفس المستمع، فلكلّ لفظٍ أبعادٌ لغويّةٌ، ونفسيّةٌ وتربويّةٌ، وخُلقيّةٌ، وسلوكيّةٌ، واللّفظ صفة صاحبه كما قيل، فكلّما ارتقى الإنسان بلفظه، علا شأنه ومنزلته بين النّاس.

» ومن المُتَّفَقِ عليه لدى علماء اللّغة أنّ المفردات اللّغويّة والألفاظ ذات دلالاتٍ مختلِفةٍ، وأَحيانًا تكون تلك الدّلالات مُتعارِضةً ومُتبايِنةً، وبِناءً على ذلك الاختلاف في الدّلالات اللّغويّة يختلف تفسير النّصّ القرآنيّ، وتَختلِف معه الأحكام المُستنبَطة منه، لذلك اعتنى المفسّرون في هذا المنهاج العظيم فانكبوا عليه، تدبّرًا وتفحّصًا وتمعّنًا، فخرج ألوانًا كثيرةً من التّفاسير، ومنها الاعتناء بالألفاظ التربوية وتفسيرها.