كتاب الوعي التاريخي وقضاياه / فقه الماضي ومنار المستقبل

هذا الكتاب رحلة في التاريخ والتراث الإسلامي، وإطلالة على الغرب وتراثه الثقافي والسياسي، ينسج منهما قاعدةً متينة لاستعادة وعينا التاريخي.
والمقصود بالوعي التاريخي ذاك الفهم العقلي والتعايش الوجداني الذي يحوّل الذاكرة التاريخية الخاملة إلى إرادة واعية للهوية، فيرسم بذلك الخريطة الحضارية للأمة، تلك الخريطة التي تصون ماضيها وتضيء حاضرها وتحدّد استراتيجيات مستقبلها، وينشأ عن ذلك الوعي الفعل المجذّر تاريخياً، أي “صناعة المستقبل”.
وهكذا يجول هذا الكتاب في تحليل حوادث تاريخية فاصلة، ويقع على تحليلاتٍ جيوسياسية لافتة، جنباً إلى جنب إشاراتٍ فلسفية ومنهجية؛ وكل ذلك بأسلوب ميسّر. ولا يقتصر الكتاب على تحليل ماضينا القديم، بل يضم إلى ذلك تفصيلاً في جهود التحديث التي أضاعت البوصلة إلى جانب الجهود التي قامت بها مجموعات مُستغرِبة عبثت بواقع بلادنا وسعت إلى ارتهانه عملياً وثقافياً.
ولا يفوت القارئ سماع صوت المؤلف الفيلسوف (رحمه الله) وكأنه صوت شابٍ مجاهدٍ يُشفق على أمّته، يملؤه الأمل باستفاقةٍ تعي التاريخ وتربط معاقله بالحاضر، لينبثق عن ذلك فعلٌ صائبٌ مؤهّلٌ لاستعادة مواقعنا الحضارية.