-
سقوط الدولة العثمانية
كتاب سقوط الدولة العثمانية / الأسباب والتداعيات
أُصيبت الشُّعوب الإِسلاميَّة في مراحل الدَّولة العثمانيَّة الأخيرة بالتَّبلُّد، وفقدت الإِحساس بالذَّات، وضعف ضميرها الرُّوحي، فلا أمرٌ بمعروفٍ، ولا نهيٌ عن منكرٍ، وأصابهم ما أصاب بني إِسرائيل عندما تركوا الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، قال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [المائدة: 78، 79].
وإِنَّ من سنن الله تعالى الثابتة في الدِّين، وحقائق التَّاريخ، والتبدل الحضاري: إِنَّ أيَّ أمَّةٍ لا تُعظِّم شرع الله أمراً ونهياً، وأنَّه إِذا عُصي الله تعالى، ممَّن يعرفونه سلَّط الله عليهم مَنْ لا يعرفونه؛ ولذلك سلَّط الله على الدَّولة العثمانيَّة أعدائها من داخلها وخارجها حتى تفككت، وسقطت ولاياتها ومناطقها جميعها، بأيدي المستعمر ين الأوروبيين في بدايات القرن العشرين. -
لماذا سقطت الدولة الاموية؟
كتاب لماذا سقطت الدولة الاموية؟
إن هلاك الأمم وسقوط الدول وزوال الحضارات لا يحدث عبثاً في حركة التاريخ، بل نتيجة لممارسة هذا الأسرة الحاكمة أو الدولة أو الأمة، الظلم والطغيان، والانحراف والفساد، ولعل أسباب سقوط الدولة الأموية كثيرة، جامعها هو الابتعاد عن تحكيم شرع الله في الأمور السياسية والمالية والاجتماعية، وقد وقع الظلم على الأفراد، وتورط بعض الخلفاء في الترف والإفساد، وحدث بينهم نزاع واقتتال أدى إلى انهيار حكمهم.
وعند غياب شرع الله في أمور الحكم، يحصل للأفراد والدول والأمم تعاسة وضنكاً في الدنيا، وتبدو آثار الابتعاد عن شرع الله، على الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والآيات صريحة في ذلك، فالله إذا أنعم على دولة نعمة أياً كانت، فهو لا يسلبها حتى يكفر بها أصحابها، قال تعالى:﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الأنفال: 53]. -
مختصر نشاة الحضارة الانسانية وقادتها العظام
كتاب مختصر نشاة الحضارة الانسانية وقادتها العظام
يحاول هذا الكتاب أن يُقدّم صورةً مختصرة عن “نشأة الحضارة الإنسانية، وقادتها العِظام”، وهو مشروع فكري عقائدي ديني تاريخي، استمد معانيه وتفصيلاته، بعد توفيق الله تعالى، من القرآن الكريم كما في قوله تعالى: (شرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِۦ نُوحًا وَٱلَّذِىٓ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِۦٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰٓ ۖ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ ۚ)
وإن أولئك القادة العِظام، هم أولو العزم من رُسل الله تعالى، خصهم الخالق العظيم برسالة الهداية للناس، وتعريفهم بحقيقة وجودهم، وسبب خَلقهم، ألا وهي عبادة الله وحده، وهذه هي الحقيقة، وجوهر الرسالات السماوية، والدعوات التوحيدية. وكانت سِيرهم (عليهم السلام)، وتجارهم ومعاناتهم، وتدرجهم بالأخذ بالأسباب، والصبر على الابتلاء، وحواراتهم الواسعة مع أعداء الله، وعمق إيمانهم وطاعتهم لخالقهم، مرجعيةً لكل البشر في المسائل العقائدية والروحية والأخلاقية، وفي التصورات والأفكار والعبادات والأخلاق والمعاملات.